النمسا.. جنانٌ تزهو بمختلف الألوان وعالم متكامل من الترفيه
النمسا بلد تسكنها الروح، ولا تغادرها أبداً.. تخال نفسك وكأنك قد عشت فيها من قبل على وجه من الوجوه، أو سكنتْ وجدانك قبل أن تلقاك بأحضانها.. هنا تأبى الحواس مجتمعة إلا أن تقع في حبها منذ اللحظة الأولى، لا سيما مع ما يزخر به من عمارة ساحرة وطيف واسع من المتنزهات التي تضفي على البلاد بعداً جمالياً متفرداً. فمدن النمسا المختلفة تتميز بمزيج متناغم من العناصر الجمالية التي تجعل منها مقصداً مفضلاً للعائلات والأطفال من كل أنحاء العالم.
متنزه «براتر».. ترفيه بكل معنى الكلمة
لا ينبغي على محبي النشاطات في الهواء الطلق التسلق دائماً إلى أعلى جبل لمشاهدة إطلالة جيدة في النمسا. فمدينة فيينا توفر بعضاً من أفضل الإطلالات البانورامية، كما هو الحال مع أقدم دولاب للملاهي في أوروبا والذي تم تشييده في العام 1898، ليكون بمثابة علامة فارقة في متنزه «براتر» الترفيهي, وهو يشكل الخيار الأكثر متعة ورومانسية على الإطلاق، حيث يأخذ هذا الدولاب زواره إلى ارتفاع يصل إلى 60 متراً. ومن هناك سيوق الناس أن %50 من منطقة العاصمة فيينا مغطاة باللون الأخضر.
ويعد متنزه «براتر» بحد ذاته واحداً من أكثر المواقع خضرة، كما أنه يضم بركاً وممرات تزينها أشجار الكستناء، بالإضافة إلى قطار الملاهي الأفعواني ومتحف مدام توسو للتماثيل الشمعية.
شونبرون.. الإثارة الحقيقية
تعتبر حديقة حيوانات «شونبرون» بلا منازع الأقدم في العالم، وهي مثال حي على روعة الهندسة المعمارية في عصر الباروك الذي يعود إلى القرنين الـ 17 والـ 18. واليوم تصنف هذه الحديقة ضمن أكثر حدائق الحيوانات حداثة فيما يتعلق بتربية الحيوانات والبحث العلمي. وفي 14 يوليو من العام 1906، ولد فيل هنا، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يحدث فيها مثل هذا الأمر في حديقة حيوانات. فحتى ذلك الحين كان علماء الحيوان يعتقدون بأن الفيلة لا تستطيع أن تتكاثر في الأسر.
وتكمن المتعة الحقيقية في الذهاب بجولة خاصة لاستكشاف أغوار الحديقة ومراقبة الحيوانات الغريبة خلال الليل، وذلك برفقة دليل سياحي، وباستخدام مناظير تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
«آيس أرينا».. مغامرات مثيرة ونشاطات مسلية
في «تسيل أم زي- كابرون» يعد متنزه «آيس أرينا»، الذي يتربع على قمة جبل «كيتسشتاينهورن»، أحد أكثر الوجهات تفضيلاً في القارة الأوروبية خلال موسم الصيف، إذ يعج بالكثير من عوامل الجذب السياحي.
وتعتبر عربات التلفريك، التي تتخذ من جبل «كيتسشتاينهورن» ملاذاً لها، وسيلة مثالية لخوض تجربة مثيرة لاستكشاف تلك المنطقة الرائعة القابعة على ارتفاع يفوق
الـ 3000 م فوق مستوى سطح البحر .وهنا ما عليك سوى الاستمتاع بالتحليق فوق الكتل الجليدية، وأنت تركب عربة تتدلى من علو شاهق يقدر بنحو 3029 م، وهي أعلى مسافة يمكن لعربة تلفريك أن تصل إليها.
وتحت قمة الجبل قليلاً، وتحديداً فوق الهضبة الجليدية، هناك منطقة يمكن فيها القيام بمغامرات عدة كالتزلج والاسترخاء والتأمل، لاسيما أن المتنزه يحتوي على شاطئ ثلجي ومنزلقات ثلجية، فضلاً عن أماكن عدة خاصة بممارسة مختلف النشاطات المسلية لجميع أفراد العائلة.
وادي جاشتاين..أجمل بقاع الأرض
وادي «جاشتاين» يُعرف على مستوى العالم بمنتجعاته العلاجية الراقية، ولا تتوقف الإثارة عند هذا الحد، فمياهه غنية بعنصر الرادون الطبيعي، الذي له دور فاعل في تنشيط خلايا الجسم. ومن خصائص هذه المياه أيضاً أنها تريح الجسم وتهدئ الأعصاب. فمثلاً يقدم منتجع «ألبين تيرمه» للراغبين بالمغامرة والاهتمام بصحتهم برنامجاً منوعاً ومتعدد الأهداف يناسب كافة الأعمار.
ويمثل «غايزرس»، وهو مركز ألعاب مائية شبيه بـ «وايلد وادي» في دبي، متعة هائلة للأطفال، حيث يتضمن منزلقاً يفوق طوله 70 متراً. ويتميز هذا المركز بخصوصيته اللافتة، إذ يضم بين طياته قسماً خاصاً بالنساء يشتمل على غرف شمسية وأقسام خاصة بالتجميل والزينة.
ويتضمن منتجع «فلسن تيرمه» 7 مراكز مختلفة للساونا، وفيه منطقة بانورامية مخصصة للعناية بالصحة، ما يجعله محور اهتمام الزوار العرب.
شلالات كريمل.. عالم العجائب المائيّة
للراغبين بزيارة شلالات «كريمل»، الأعلى في أوروبا، فعليهم أن يعلموا أن نقطة البداية تتمثل بلا شك في زيارة مركز «العوالم المائية المدهشة»، إذ يحظى هذا المركز بأهمية خاصة، وذلك بفضل المبنى الحديث الخالي من العوائق والمتميز بإطلالته المميزة على شلالات أوروبا الوسطى الأكثر ارتفاعاً وتصميمه الفريد.
ويكمن قلب «العوالم المائية المدهشة» الجديد في «مركز الشلال» الحديث، وقد جهز بالعديد من العناصر السمعية والبصرية والوسائط المتعددة. ويقدم معرض «البيت المائي»، «النشاطات المائية المدهشة» في الهواء الطلق، وشلالات «كريمل» فرصة مثالية أمام الأطفال لاستكشاف الحياة المائية بطريقة ممتعة ومسلية. إنها بحق متعة حقيقية وتجربة لا مثيل لها لكل أفراد العائلة.
أقدم منجم أملاح في العالم
بالقرب من قرية «هالاين»، والتي تبعدُ مسافة 20 كم فقط عن مدينة سالزبورغ، يقع منجمُ الأملاح في جبل «دورنبيرغ». ولعل الآثار الماثلة هنا لخير دليل على أن السلتيين كانوا يستخرجون الملح منذ أكثر من 2,500 سنة مضت. إن منجم الأملاح في جبل «دورنبيرغ» هو أقدمُ منجم في العالم يُسمح بدخول الزوار إليه. ولا ريب في أن زيارتك لهذا المكان العجيب ستكون بمثابة دعوة حقيقية للبحث عن الكنز، حيث ستمشي في أنفاق المنجم القديمة لكيلومترات عدة لتصل في نهاية المطاف إلى أطلال ذلك الجبل الغامض. ولا شك أن القيام برحلة قصيرة على متن قارب في البحيرة المالحة القابعة في قلب الجبل، والنزول بممرات عمال المنجم المنزلقة، يمثل متعة لا توصف.
إنسبروك.. بيئة مثالية للعائلة بأكملها
تمثل مدينة إنسبروك البيئة المثالية لمزبج خلاب بين طبيعة الألب الوعرة ونمط الحياة المدني العصري. وفيها يمكن للأطفال القيام بالعديد من النشاطات كممارسة رياضة التزلج على الزلاجات الجماعية وغيرها. وتضم هذه المدينة الآسرة حديقة حيوانات تقعُ على ارتفاع 750 متراً، حيث يمكن رؤية أكثر من 2,000 حيوانٍ، وما يزيد على 150 نوعاً من الحيوانات الألبية. ويوجد في المنطقة الواقعة فوق محطة التلفريك العُليا أيضاً الكثير من وجهات الجذب السياحي المناسبة للأطفال، وكل أفراد العائلة، لعل أبرزها «المياه السحرية» و»البيوت الخشبية» وملعب المغامرات وقرية خيم الهنود الحمر. كما يمكن للأطفال اللعب والقيام بمختلف الأعمال الحرفية والاستمتاع بألعاب «فن فور كيدز» الأولمبية. وبإمكان الأطفال الأكبر سناً قضاء الوقت في ديسكو «كيدي»، ولعب الكرة الطائرة من نوع «سن سبلاش» في وقت متأخرٍ من الليل.
زيفيلد.. منتجع متفرد وعالم خيالي
على بعد 25 كيلومتراً شمال غرب مدينة «إنسبروك»، تَقعُ المنطقة الأولمبية «زيفيلد» وتستقِرُ على هضبةٍ عاليةٍ مُحاطةٍ بسلاسل جبلية مهيبةٍ. تنتمي «زيفيلد» إلى 12 منتجعاً كلاسيكياً في جبال الألب، والتي تعد بلا منازع «أفضل مجموعة في جبال الألب». ولعل المشي على طريق «مضيق الأشباح» هو أشبه بالخروج من قصة خيالية. ويؤدي طريق «غوبلن»، البالغ طوله 1900 متر، إلى «مضيق لويتاش». على طول هذه الطريق، تخبرنا «غوبلن»، وهي تماثيل صغيرة على هيئة بشر، عن جيولوجيا المنطقة. وفي نهاية الممر الضيق، وبالقرب من مدينة «ميتينفالد»، يؤدي طريق الشلال البالغ طوله 200 متر إلى شلال يبلغُ ارتفاعه 23 متراً.
المنطقة 47.. تجربة استجمامية استثنائية
تعد المنطقة 47 بكل تأكيد من أكثر الملاعب المذهلة والمبتكرة الموجودة في الهواء الطلق في جبال الألب. وإذ يمزج الموقع الضخم، والذي تبلغ مساحته نحو 700 ألف قدم مربع ما بين أجمل سمات الطبيعةَ الآسرة والتقنيةَ العالية، يحظى الزائرون لهذا المكان بتجربةٍ استجماميّة استثنائية.
كيف لا وهو يغص بملاعب خاصة بكرة الطائرة الشاطئية وكرة القدم الشاطئيّة وكرة السلة، فضلاً عن قاعة للتمارين الرياضية مصمّمة على الطراز الفييني. ويتميّز العالم المائيُّ هنا بمزايا عدة، لعل من أهمها وجود أنبوب خاص بالتزلّج على الماء، ومنصة غوصٍ قابلة للتعديل بارتفاعٍ أقصى قد يصل إلى 27 متراً، ومنحدرات مائية جنونية.
سحر الكريستال الحقيقي
على بعد 15 كيلو مترأً إلى الشرق من مدينة إنسبروك، يمكن للزوار دخول تجربة متفردة عند زيارة عالم سواروفسكي للكريستال في بلدة «واتنز».
فهذا المعرض الفريد يتألف من غرف أخاذة تقع تحت الأرض، وتقوم فكرتها على استخدام الكريستال، في حين يحرس مدخل المبنى عملاقٌ يخرج الماء من فمه مرحباً بجميع زواره.
وفي خريف العام 2003، تم توسيع هذا المعرض ليشتمل على غرف عجيبة تستحضر انطباعات حسية وجديدة عن مادة الكريستال الغامضة.
إنه بمثابة إغراء للدخول في عالم متكامل من الأفكار اللامعةِ والفنّ المعاصر.
اكتشفوا أيضاً:
ميلانو الإيطالية ... وجهة الأناقة والتاريخ
اكتشفوا كل ما لا تعرفوه عن مدينة جنيف الساحرة
تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا